vendredi 20 avril 2018

إليكِ .. فقط

لست أنا من سأخبرها أني على وشك الوقوع في حبها .
جلست إلى غصن شجرة كثيفة الأوراق و غزيرة الفروع , تشتت نظرك عني .
 كان في جلوسي هذا يأسٌ متقع . كنت تجلسين هناك ... كنت تنأين بنفسك عنهم .
سمعت من بعيد أحد ينادي . يا لها من جميلة فقط لم تبلغ من حُسنك سوى أقله ! سألتها :
- من تكونين ؟
قالت لي أنها :
- إلهة ... من السماء .
من السماء ؟  لقد جاءت من حيث آتيتِ !
قلت لها :
- لِم تأتين إلى مَن لَم تصب قلبه أسهمك ؟
أخبرتني :
- لقد نفذت أسهمي بسببك .
- كيف ؟
- بمجرد نظرة يائسة منك نحوها .
- إذنً , لماذا هبطت إلى هنا الآن , ما قيمتك هنا و أنتِ بجواري ؟
- سآخذك معي إلى السماء , لتصبح إلهًا .
ضحكت و قلت :
- هل يمكن لإله أن ييأس .
يريدونني أن أكون إله ... تصوري ! إن بت أنا إله , فماذا من المفترض أن تكونين ؟
سألتها عنكِ و قلت لها :
- لِم لا يمكنك أن تجعليها تنظر إليّ كما أفعل أنا دائمًا ؟ ألستِ إلهة ؟
قالت لي بثقة :
- من يدري , لعلها تنظر إليك فعلًا , بقلبها قبل عينها .
احتارت فاخترت أن أنزع عني رداء الخوف و صرخت فجأة معبرًا لكِ عما أود قوله مليًا , ثم بعثت لكِ قائلًا :
( ... )
ماذا ؟ هل تريدين معرفة ما كتبت ؟ أم أنك لست مهتمة من الأساس ؟
لا أجد كلماتي ... وله ... عابد ... عاصي ... يائس .. بائس ... ناسك ... ناسي ... لاهث ... متحفظ ... سعيد ... تعيس ... غيور ... حريص ... حرية ... فتور ... سفر ... مستقَرْ .
سألتني من جديد :
- لِم لا تذهب فتخبرها الآن قبل أن تموت ؟
فقلت :
- هي أم أنا ... من سيموت ؟
قالت :
- هي .
- هي لن تموت , هي من يبقيني على قيد الحياة ... هي من يبقي للحياة روحًا , إن ماتت مُتِ أنتِ يا إلهتي .
- كيف لك أن تحب من لم تتأملك عيونها ؟
- هناك دومًا ما يجعلني أسير نحوها ... لا منطق فيما سأقول ... لا منطق لشيء معها ... أحبها أو على وشك , هل يمكن لأحد أن يحب من يمقته ؟
- من قال لك أنها تمقتك ؟
- هي لا تحبني كما ينبغي  ... إذن فالمحبة و الكره حينئذ سيان . هل يمكنك أن تخبريها أنني انتظرها هنا منذ دهر ؟
- لا اذهب أنت و قل لها ما يحويه قلبك .
- لن تراني ...
- كم أنت يائس ... ستطيح بفرصتك في قاع نهر يصب في بحر نسيانها .
- يكفيني تأملها ... سأكتب لها رسالة أصرح لها عما يجول في خاطري .
أعطتني الإلهة قلمًا و رسمت بحبر دماء قلبي على سحب سماوية خفيفة .
( إلى من لا تهوى ... أهواكِ ... بلا أمل  ... لكن هذا ما يبقيني حيًا ... )
لن أخبرك بباقي ما كتبت . ستخبرك به إلهة العشق , فهناك الكثير مما أفصحت عنه لها و لن أقدر أن تقرأيه .

إهداء إليك ... و فقط 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire