dimanche 12 juillet 2015

ما زال ...!!

و ما زال البحث مستمراً


لم أنم حتى أستيقظ , لأجد نفسي وسط  شخصيات لم أعرف لها ملامح و لا صفات و لا حتى جاءتني في أحلامي من ذي قبل . استنشقت الهواء بعد ما حاولت جاهداً أن اصعد من قاع المحيط المحفوف بأسماك القرش الطوال , ذات الأسنان المخيفة و المسننة , كان العالم في المحيط في بادئه يُخيّل لك أن بقوانين الكون لا يصلح للعيش , إلا أن يونس قد عاش و ليس فقط في بطن البحر بل في بطن من في بطنه , لم تكن المعجزة في استجابة الله لدعواته التي تضرع فيها و لا في لفظ الحوت له على الشاطئ متحدياً بذلك كافة قوانين اللامعقول , أنما تكمن المعجزة في تركيز العبد الكامل حينها في أنه يمكنه فعلها , يمكنه التخلص من وضع المزري و فعل أقصى ما يملك و هو الدعاء الصادق , عبرت المحيط الهادئ بجسدي الهزيل , هذا البحر المنبسط كالبساط السحري ليتملقه الناظرون و يتأمله المفكرون و لكن لا يمكن لأحد أن يغوص فيه , أن فعلاً كلمة رائع هي خير الكلمات التي يمكن أن يوصف بها هذا البحر المميت , الروعة و الخوف و الفزع يكون شعور البحّار , أما جمال زرقته و احمرار الشفق المنزوي بظهور شمس الحقيقة المُألمة فهي تنحصر في عيون البعيد ...
نزلت أرض وطأتها قدم يونس , شكرت كما شكر , حمدت كما حمد , أحبتتك كما أحبك يا الله , لكن نشوة اللحظة لم تكتمل عندما رأيتهم حولي يحجبون الشمس عني , ابتسامات جميلة راضية عن لقائي تخفي ورائها قناع لا يمكن خلعه إلا مع ظهور الليل الساتر , أمسك برأسي و سألني عن سلامتي فقلت له أنني اتضور جوعاً , فآتت لي النساء بشتى أنواع الطعام الذي يسيل له اللعاب , و لما اتتني أعنفهن جمالاً حاملة على رأسها سلة من الفاكهة , حلت الشهوة مع النشوة مكونين ستار اسدلته عندما أمرت الجميع بالمغادرة بلغة فهمها الجمع الشره , اومأت برأسها ناحيتي فأصبحت في مخيلتي عارية و اعتقادي أنها الوحيدة العفيفة في تلك الدنيا و ان تملكي منها ما هو إلا اقتدار مني عليها , حين أنزلت ستار العفة و أسدلت أنا ستار المروءة غادر الجمهور و تركوا أجسادنا تتلاقى في فردوسه الأرضي ....و أنا اسبح بين كل قطعة في جسدها و لساني يغطيه العنب المُر فإذ بي أترك الأولى لأهرول نحو بسمة كسوف من نظيرتها و أخذت أجري وراءها و دفنت الأولى فكفاني مني ما آلى إلىّ . أخذت اجري لأمسك بسحاب الأرض و أمدد يدي حتى أظفر بأطراف فستان أو كعب رجل فأعرقلها كما عرقلتني ....نهمي أصبح وقودي و طاقتي التي توقفت حين أحترقت محركات قلبي الذي أهلكته نظراتها البريئة التي أخطلت بأخرى خبيثة ....عرقلني شيخ القبيلة و سألني هل أكتفيت ؟ أجبته بالنفي و سألته و لِم لم أكتفي ؟ قال لأن منابع قلبك الخاشع قد ذاب مع ملح مياه البحر الخاضع . قال و كله أسى و حزن : لقد مات فيك الإنسان ... لم اتأثر و رددت : إن كنت سأدخل النار فأنا احصد ملذات الدنيا يا صاح .... و بعد أن أخذت قسطاً من الراحة , لقيت ناس بأسة الحال فذهبت و ناديت فيهم قائلاً بصوت أوله تحشرُج و في آخره قوة و عنف : يا قوم , ما بكم يا أيها البؤساء ؟ أمامك نعم الله الغزيرة ...جزيرتكم قطعة من الجنة , آدم نزل عليها و لفظ فيها الحوت يونس , و ناجى فيها محمد رباً تأكد من وجوده قبل نزول وحي , و بنى فيها نوح مركبه , و فدى على أرضها الله عبده إسماعيل ...كيف لأهلها القديسين أن يتألموا و ألا يستمتعوا بالدنيا  ؟ ....قال أحدهم : نخاف من أن نشابهك , ففضلنا السكون . أردفت : لا يُلام الغريق إذا استعان بالشيطان من خطر الغرق . قالت : سبحان الذي أجاب دعوى عبد في بطن حوت في قاع بحر . قلت لهم : زمن الأنبياء انتهى أيها التعساء و إن سعيتم لتسيروا على آثرهم  ستغرقون لا محالة , استهانوا بي و اكتفوا لهذا الحد من الكلام و لم اتمكن من جمعهم ثانيةً و على الرغم من ذلك رأيت بعضهم يقوم بالفاحشة في الخفاء , و من يقتل و يدفن في أقصى الجزيرة , و كأنهم أرادوا من يحثهم على فعل الشر , العنب تحول لنبيذ و حلقات السمر حول النيران تحولت إلى موائد للنميمة و إثارة الأكاذيب و إشاعة الضغائن ...سألت الشيخ : تعتقد أنني السبب ؟ قال : إنك فعلت أنبل شيء عرفته البشرية . استعجبت فسألته : و ماذا فعلت ؟ قال : جعلتهم يذوقون لذة الذنب و يشعرون بمرارة روحهم الطاهرة المُأنِبة .
قلت : و ما الطائل في ذلك ؟ قال : لذة المعصية عمرها ثواني و لكن لذة العودة خالدة لا تزول ... ثم انبسط وجهه قائلاً : عد إلى بطن الحوت مجدداً , فتجد روحك الطاهرة المُأنبة من جديد .....كنت رسولاً و أمين الوحي كان الشيخ , سبحت و غصت باحثاً عن الحوت مرة أخرى ....و ما زال البحث مستمراً   

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire