نسكن معاً في كهف الاغتراب و ننأى بأنفسنا عن شعب البهجة ،
هذا الشعب الذي لا يكف ليل نهار عن الهتاف باسم الابتهاج و دعوات التفاؤل مغايرين
حقيقة انسانية لا يمكن ان تتغير و هي أننا نعشق الشجن في الاصل و نجد متعة لا
نظير لها حين نستتشق رائحة الكآبة العطرة ...
فأنا أبغض هذا الشعب اشد البغض ، و أحوذ سيدتي و
ملكتي في هذا الكهف ، لنتسامر ليل نهار و نعرّف بعضنا البعض أن في حالة التعاسة
هذه كل فوائد العصر ، هل ستحظى بسعادة و انتشاء إلا حين تحزن ؟ هل ستنعم بكلام
عميق يروق السامعين إلا حين تفقد احد الاعزاء ؟
الحب عندي حزن على فراق ، تعاسة حين ينقطع الوصل
، ناي يبكي عازفه ، كمان ترتعش اوتاره خوفا من قادم محتم ، دموع تروي قلب أجوف ما
إن حمل شيء فقده .
هذا الصباح ، مجبراً ذهبت لآتي بالغذاء لإطعام فُضلى
الملكات ، إلهة جمال الكون ، سيدة تتربع على كرسي البؤس و تسأسر به إلي نهاية حياتها
الأبدية . اعشقها لأنها تبالي ، تهتم بالعميق و تترك الواضح ، فيجمعنا مُقت شعب البهجة . القهوة الساخن بدون
اي قطرة سكر أًجهزها ، حتى تلائم الدنيا
البائسة . الاسود الذي لا يفارقنا ...
نقدس الظلام و لا نعرف للنور عنوان . تقدم لنا قرابين من شعب البهجة فتسلط إلهة
الجمال سوء عذابها على هؤلاء المغفلين . كدتُ اخرج من الكهف مزيحا الحجر الهائل ، لتخترق الشمس مملكتنا و تزعج عيون ملكتي ،
فيضطرب قلبي من أن يصل لها أحد خيوط
النهار المبهجة فتُصاب الهة الشجن بالضيق ...
أتحسس الخطوات و أحاول جاهداً أن أُعيد الحجر إلى مكانه , السبيل الوحيد لجلب الطعام هو شعب البهجة . ينبغي على من يتضورون جوعاً أن يمرون بها , و بذلك فلن تنتشي بحزنك دون أن تمر بوثبة فرح و سرور . من جبل عالِ , هبطت أنا _ زوج الإلهة _ و حينها تسابق إلىّ الكثير و الكثير من ا لمبتهجين , يعرضون عليّ سلعهم البهيجة , و بوجه عبثي يحاصره التجهم من كل صوب ألقي عليهم نظرات الاستحقار . أنا فقط أحتاج لجرعة بسيطة من الابتسام ممزوجة في كوب كبير مع خليط الضحكة المخفف و الانتشاء المجفف بمنشفة نسيان المرء لماضيه . أين ذهب البائع ؟
أتحسس الخطوات و أحاول جاهداً أن أُعيد الحجر إلى مكانه , السبيل الوحيد لجلب الطعام هو شعب البهجة . ينبغي على من يتضورون جوعاً أن يمرون بها , و بذلك فلن تنتشي بحزنك دون أن تمر بوثبة فرح و سرور . من جبل عالِ , هبطت أنا _ زوج الإلهة _ و حينها تسابق إلىّ الكثير و الكثير من ا لمبتهجين , يعرضون عليّ سلعهم البهيجة , و بوجه عبثي يحاصره التجهم من كل صوب ألقي عليهم نظرات الاستحقار . أنا فقط أحتاج لجرعة بسيطة من الابتسام ممزوجة في كوب كبير مع خليط الضحكة المخفف و الانتشاء المجفف بمنشفة نسيان المرء لماضيه . أين ذهب البائع ؟
الزحام الشديد لا يسعدني , يزيدني ضيقاً .. أمقت الابتسامات و
التقاؤل في عيونهم . لا أكرهم بل
أخافهم
.... نعم أنا هذا الإه الذي يخاف من مخلوقاته . بل ارتعب منهم .. الأمل الذي أراه
في أعينهم , هو نفسه الذي قتلني و قدس روح
إلهة الشجن و جعلنا ننزوي بلا رجعة في أعلى مراتب تلك البلد . ظهر البائع فجأة و
جهز لي الطلب بكل حرص و عناية أعطاني إياه وسط تمسُح شعب البهجة في
جسدي
البالي المتعفن و وجهي المهترئ . يا له من إحساس بشع أن تكون إلاه .. القُدسية هي
حمل لا يُحتمل , لست قدير به . و كعادة كل يوم اتنازل و اترجل نحو البلد السعيد
لأحوذ بعض أغراض
العيش التي لا حاجة لي بها ..فقط لإسكات غريزتي
الإلهية . أرجع من جديد من حيث جئت , و أزيح الصخرة
لأجد ملكتي تغالب النعاس و تملأ الكهف ضياءً , تتوشح برداء أسود لا يفارق
جسدها ,
تلتقط أنفي رائحة جسدها الحزين فيزيد اشتهائي لها
. بدى عليه الارهاق و كادت تقلق عليّ حين رأت الوجه العبسي الرائع ينزوي مثل روح
صاحبه .... فنادتني : آلهي ... ماذا بك ؟
أجبتها : ما رأيك في إلاه لا يعرف لما يحويه قلبه ماهية ؟
ردت واثقة : لا يمكن بذلك نعته سوى بالرب المضطرب , فالآلهة لا تعرف المشاعر ...
متوقعاً ردها على سؤالي : أحسد هذا الشعب , يا مولاتي .
تسآلت و هي ساخطة : أنت جدير بالشفقة ... ماذا حل بك ؟ الآلهة لا تحسد , بل تُحسد على كمالها . قلت يائساً : أريد استراجع الأمل .. أريد أن استخلصه من أعينهم المبتهجة هذه .
قابلت ردي قائلة بوجوم : تريد استعادة من حكم عليك بالإعدام بسكين بارد من جديد ؟
رددت باستسلام : بل أريد حياة ... أريد أن تغفر لي آلهة الإحياء و تعطيني فرصة ثانية لعلي أحيا .
أجبتها : ما رأيك في إلاه لا يعرف لما يحويه قلبه ماهية ؟
ردت واثقة : لا يمكن بذلك نعته سوى بالرب المضطرب , فالآلهة لا تعرف المشاعر ...
متوقعاً ردها على سؤالي : أحسد هذا الشعب , يا مولاتي .
تسآلت و هي ساخطة : أنت جدير بالشفقة ... ماذا حل بك ؟ الآلهة لا تحسد , بل تُحسد على كمالها . قلت يائساً : أريد استراجع الأمل .. أريد أن استخلصه من أعينهم المبتهجة هذه .
قابلت ردي قائلة بوجوم : تريد استعادة من حكم عليك بالإعدام بسكين بارد من جديد ؟
رددت باستسلام : بل أريد حياة ... أريد أن تغفر لي آلهة الإحياء و تعطيني فرصة ثانية لعلي أحيا .
قالت ملكتي بوثوق الآلهة : تريد الخروج من جنتي ,
لتحلّ عليك لعانتي في الأرض .
قلت : أنا لا أريد نجاة بل أريد حياة ... الحباة في الأسفل .. سئمت من تقديسهم لي , لست بحاجة لقربانهم و لا مناجاتهم و لا بفخر الاعتلاء بل أني فقط بحاجة لأكون إنسان ..يعيش الأمل ثم ييأس ثم يأمل ثم يموت ثم يحيا مرات و مرات ...
قلت : أنا لا أريد نجاة بل أريد حياة ... الحباة في الأسفل .. سئمت من تقديسهم لي , لست بحاجة لقربانهم و لا مناجاتهم و لا بفخر الاعتلاء بل أني فقط بحاجة لأكون إنسان ..يعيش الأمل ثم ييأس ثم يأمل ثم يموت ثم يحيا مرات و مرات ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire