mercredi 23 décembre 2015

رسالة إلى مجهول

رسالة إلى مجهول

الرسالة الأولى

إلى من يقع بين يديه رسالاتي تلك , إلى من يهمه أمري و من لا يعنيه , إلى  من يحبني بشدة و من يمقتي , إلى القريب متأملاً خيري و إلى النائي بنفسه تجنباً لشري  ... تحياتي و عناقي لك أما بعد ...
هذه الرسالة هي الأولى التي ستصلك عبر البريد الإلهي و على يد ساعي يحمل معه كل لحظة يمر بها وجدان المُرسِل . لقد عٌدت من حيث جئت , عدت دون مكسب و لا خسارة ... لكني اتساءل دوماً لِم جئت من الأساس ؟ بحثت طويلاً عن إجابة مرضية فلم أجد سوى الحيرة .
دعني أخبرك ما حدث اليوم , ليلة الواحد و الشعرون من شهر ديسمبر و قبل توديعي لعام شارف على أن يصبح ذكرى . تحدثت معها كعادة كل ليلة , و لكن لم أجد صدى لما أسعى وراءه ... لا اتذكر ما هذا الشيء , و لكن على أي حال لم أجده .
جاءتني و قد غلبني النعاس و كاد يودي بي في ظلومات النوم العميقة , و حقاً أشتاقت عيوني لنومٍ عميق , حاولت جاهداً  أن أتمسح بأي عذر لكي أتركها فعندما تفطنت لما أريد إيصاله قالت " اخلد إلى النوم " .. و داعبتني بلفظها لجملة أثارت حفيظتي . لم أعلق و ذابت جفوني في خليط الواقع و الخيال . لقد شفع لها النوم عندي , فالنوم عندي هو النسيان . هذا الحلم لم تكنن هي البطلة فيه كالعادة . صحوت و لم أجد في يومي الكثير لأفعله , رغم أن ورائي جبل من الأشياء و لكن على أي حال .. فأنها روادت خيالي منذ صبيحة اليوم . هارباً من هذا , انكببت على مكتبي محاولاً استذكار أي شيء فأحرز شيء يجعلني أفخر بنفسي أكثر من كلمات رائقة أقولها . كانت حينها هي كالعصفور و أنا الغصن .. تحلق في سماء و تطير بين سحاب و تطعم نفسها و لكن مع كل هذا التحليق سترسو أخيراً على غصن يحمل لها الدفئ . قررت حينها الانفصال عن هذا كله , و قررت الخروج من البيت و قد فعلت . كأني على علم بأنني على حافة أيام يستحوذ عليها حزن و شجن .
فجأة , لم أعد أرغب في التجول و رئتي لا تريد استنشاق هواء ليل الشتاء المنعش و أما المطار فأغرقت العالم و تجنبني .
كل هذا و ملكتي لم تصدر الأمر لي لنتحدث , لكن لها عذرها فلقد كانت مشغولة و قد قصت لي ماذا فعلت .. فأنني لا اتذكر , و ما حاجتي للتذكر .
غالباً عندما يغادرنا شخص أو نغادره , تضمحل معه الذكريات و التفاصيل حتى تنزوي تماماً .
سألتها كيف صار الحال , فكانت تجيب و كلها حماس منتظرة سماع ما يحلو لها دوماً ... فما أبدع عباراتي عندما أتغزل فيها !
حبنها قد فقدت وعي و قبله قلبي .. و استحلت لشخص قاسي لا يأبه لشيء سوى نفسه و فقط . كل تفكيري حينها انصب أن مزاحها معي أمس قد تعدى حدود رسمتها لنفسي . فردت مستنكرة أنها لم تقصد بالجملة إهانتي و أن الموضوع في غاية التفاهة و لا يستحق مني كل هذا الاهتمام . و لكن هل تعلم ما شد انتباهي حينها ؟... سأخبرك ..
إنها لم تكترث بي من الأساس , و كأنها تسعى لنيل شيء إن حازته رحلت .
لعلها أدركت من الحياة ما لم يدركه شخص ساذج مثلي , لا أدعي أني قديس لا يخطئ .. على أي حال , قالت لي مسترسلة في كلماتها , أن جميع الاٌربين يتلقون مثل هذه الجمل و أكثر , بصدر رحب و سألتني لا أفهمك .
كنت أكتب الكثير على الهاتف ثم أمحيه , لكي لا أدخل نفسي في متاهة النقاش معها , لا أمل لي في الخروج منها ..
هل تعلم ماذا قالت لي في النهاية ؟ أنها لن تتغير و كأنها مسألة مبدأ غير قابل للتنازل . أخبرتها أنها ليست بحاجة للتنازل و لا أنا أيضاً و لذلك دعينا نجعل الأمور بسيطة كما هي دوماً . يقتصر الكلام على التحية أو ما شابه ما دمنا على أول طريق و لا نعرف وجهتنا . لم تعلق سوى بعبارات مختصرة , أخبرتني أن الأمور على ما يرام هكذا و شكرتني مقدرة تعبي معها في الوقت القصير المنتهي . ردي جاء " شكراً لكِ أنتي " . دعني أذكر لك جملة استعارت انتباهي , قالت لي " لا أصدقك حقاً " .
و انتهينا من حيث بدأنا ... هذه الرسالة تقرأ مرة وواحدة منعاً للتحسر على أي شيء مضى , لأن القادم أشد وطأة و جمالاً .
و السلام ختام ....







الرسالة الثانية
لم أتأخر عليك كثيراً ... أليس كذلك ؟ نعم فقط الآن أريد أن تحل هذه الرسالة محل سابقتها . سأروي لك مقاطع ستجعلك تقرأ و تبتسم بشدة . هل تتذكر هذا الشخص الذي حدثتك عن فراقه في الرسالة الأولى ؟
إن الحكاية بدأت معه بلقائه صدفة , و لكن حتى لا يقرأ ما يُكتب سأحاول ألا أسرد تفاصيل عديدة .
الحدث الأول الذي اتذكر لهذا الشخص .. كنت في خضم عملي اجادل أحد زملائي في العمل و كانت فتاة غير فاتنة .. أجادلها و أنا في منتهى الغضب .. فالتفت ورائي , فإذ بها تأتيني باعتبارها زميلتي في العمل , و تقول لي لِم أنت غاضب ؟ و من تكون هذه الفتاة ؟ .. صمت لوهلة و لم أجبها , و سعيت لانهاء الحوار مع الفتاة الباهتة الأخرى . أما من كانت فتاتي فما كان منها سوى الابتسام و الضحك المستمر على موقفي و أنا أحاول أن أعير انتباهي لكلتيهما ...
الحدث الثاني , كنت في أحد المطاعم الفاخرة , كنوع من المكافأة من مديري للعاملين بالشركة . لم أكن بمفردي فلقد جاورتني في مائدة طويلة , و لكن لا اتذكر منها سوى وجهها الدموي المفعم بالنضارة و ابتسامة لا نظير لها في الكون .. كل هذا لم ألحظه سوى الآن و أنا أخاطبك . مُددنا بالطعام , صحناً وراء الأخر ... حتى آتى صحن لا أعرف للطعام عليه هوية .. انتظرت حتى سألتها ما هذا فأجابتني هذا كذا .. يجب أن تتذوقه و ذقته و لكن المذاق كان بشعاً و أخذت ألومها طول العشاء , و كدت أقدم استقالاتي لمديري حينها .
الحدث الثالث , كنت بمحض الصدفة في يوم عمل و آتت هي لمكتبي , بذريعة أنها تريدني أن انهي لها ورق معين .. أخذت منها الورق و قالت لي هل يمكننا أن نتكلم قليلاً .. سألتها متى قالت بعد العمل إن أردت فلقد حجزت مقعدين .. و لم تحدد مكان المقعدين , فلم أمانع .  و لكن هل تعلم ما هما المقعدين ؟ .. مقعدين طائرة متجهة لهاواي . هل تدرك صدمتي و نحن متجهان للمطار دون حتى أن أحزم أمتعتي . حينها لم أفكر و ابتسمت لها و عدت صبياً  . حجزت لنا في أحلى فندق يطل على الماء المالح المتسع .
 اتذكر تلك الليلة التي بدى فيها الطقس صعب الظروف , كانت بجواري و سألتها ( هل تعلمين لِم هذه النجمة في بساط السماء تتلألأ أكثر من غيرها ؟ ) . حلقت بنظرها إلى أعلى و قالت بفم متوجه لرب السماء المتعالي ( هذا قمر صناعي .. ) . قلت لها ( من الجائز و لكن ما أعلمه أن النجوم ذات عمر محدد و أن هذا الضياء الساطع ما هو إلا انفجار فيحدث وميض ) . أكملت قائلة ببراءة الأطفال ( يموت النجم .. هذا ما اتيقن منه ) .
الحدث الرابع .. و قبل تجمعنا في هاواي .. صعدت هي و التقينا في حوار صحفي معي أنا باعتباري المدير التنفيذي للشركة و معها باعتبارها المسؤولة عن العلاقات العامة .. كانت تتحدث أكثر مني , و لكني صمتُ منتظراً دوري . لكن قبل الحوار , استقبلتني في مكتبها بكل سرور و حوافة و نظرتها حينها أشعت شغفاً و كلماتها المغموسة في مياه الشوق المقدسة جعلتها تبدو أكثر من العادة بديعة , و جعلتني أتذكر كل كلمة تحدثنا فيها قبل اللقاء و ليس بعده .
كفاني لهذا الحد , لأنها لو عرفت هذا لقتلتني لظنها أني منافق . العام الجديد يطرق الأبواب .. هل تظن أن سأظل أكتب لك في العام القادم ذكريات أم أني سأخلق ذكريات جديدة ؟ و السلام ختام ... جاءت قاسية J

الرسالة الثالثة
كيف تجري الأمور يا صديقي ؟ أليس كل شيء على ما يُرام ؟ ... هل أصبحت تكره تلك العبارة مثلي . هل تتذكر تلك الفتاة التي حدثتك عن ذكريات لن تنسى معها . يا لها من مفارقة .. ذكرياتها لا تُنسى أما هي فلقد نسيتها . أتذكر فقط قصص حكيتها لها و تبسمت , أتذكر القصة و ليست الابتسامة . اتذكر سردها لحكاياتها و لكن لا اتذكر صوتها . صورة باتت باهتة , و لكن هل تعلم أن صورتها و هي طفلة راقتني كثيراً لعلها لا تعلم هذا , و لكني ابتسمت حين رأيت حسنها الطاغي في صورة معلقة في بيتها العتيق الذي تزوره روحي كل غفلة . لم أعد أريد منها سوى بعض الذكريات لتعلق في روحي فتنتعش و تغرد بعيداً . يا صديقي , كم من أحباء فضلت غيابهم . أحب خيالي الممتد أو الواسع أو العميق أو أي ما كان .. لكن أعشقهم و هم بمنأى عن قلبي . أعشق من لا وجود لهم .. هل تعرف لهذا سبباً ؟ هل أدلك .. سأدلك .. إليك هذا يا عزيزي ..
هل تعلم لِم نعشق الأموات ؟ لأننا لن نراهم سوى كما نريد .. سنعشقهم و يعشقونا كما ينبغي للحب أن يكون .. في عقلك فقط . ستحلم بمن فارقك , و ستتلذذ بعناقه حينها .. هو شعور لا ارادي ينتاب كل بشر . فالحلم جزء من الفردوس يحلم معه الأحباء .
ما أحلى خيالي و هو يسبح في تفاصيل أحبائي .. و يا لهم من حمقى لا يدركون مدى جمالهم و هم على مسرح تصوراتي و الحاضرون يحسدونهم على مكانتهم .
حتى أنتَ .. نعم أنتَ .. أحبك لأنك لست موجود من الأساس .
لا اراسلك بل فقط أرسل إليك .. لا يوجد ما أود سماعه من أحد , اكتفي بما في جعبتي .. هل ادركت تلك اللحظة التي تريد أن تفضي و لكن في الوقت ذاته لن تجد من يتفهم , من يمتعك بعيون منصتة لعيونك , و فمك مضموم يوشك على الابتسامة لما تثرثر . يا لهم من مغفلين يا صديقي يقولون أني صعب المنال و غامض , و لم يكلفوا أنفسهم بأن يصلوا لما أفكر فيه .. وجهتي دوماً غير وجهتهم , رأيهم لا يعجبني , تصرفاتهم معي لا تليق بي , حتى نكاتهم تدمي القلب المنتعش حزناً .. نكات تدميني .. نعم .. لأنهم يحاولون الوصول لإضحاكِ . هل تعلم متى أضحك .. حين أرى أمامي من يصدر كلمات حية .. فيها الروح .. ابتسم حتى إذا كانت تلك الكلمات تعبر عن جرح غائر ..
تصبح على خير .. فأنت فقط من ستتقبل أن أغادر لأني لا أجد ما أقوله ..

الرسالة الرابعة
أمس ، يوم يسبق يوم لا اتذكره . رجعت من امتحان لا اتذكر ما إن كان عسير أم يسير . لا اتذكر ما هي المادة التي امتحنها في الاساس . رجعت في وقت ما قبل أذان العصر .. لا بعد أذان العصر .. بل دلفت لبوابة المدينة بالتزامن مع صوت المؤذن .. لكن هل كان عصراً أم ظهراً أم مغرب .. ما أدارني .
هكذا هو أنا ، لا اتذكر شئ و لا اسعى حتى لافتعال ضيقي إزاء ذلك . صرت وسط الناس و زملائي كالاشباح المستأنسة بحوائط عتيقة . يسألني أحدهم كيف حالك و كيف كان الامتحان ، فيرتبك عقلي و يتوقف عن العمل .. لأعود من غيبوبتي و أجيب بلفظ ينقذني عند السعال ( الحمد لله ) . بالطبع ، لا يقتنع أحد بالاجابة لأنهم يريدون مني سماع اجابة شافية لست بمالكها مع كل آسف . يسألونني لم تأتي في موعد الامتحان تماماً ، لا تتأخر و لا تجئ باكراً .. فقلت ( عادي ) . إجابة ليس لها هوية ، و لكنها تظل منطقية .. ( عادي ) أي طبيعي لشخص لا يحتاج لأحد منكم أن يأتي ليقابل أحدكم . الغريب هذا السعي و اللهث لحوذ أي شئ مني ، لا يقابله مني سوى الابتعاد .. سأذهب لطبيب نفسي ، لأفضي له .. هل جننت ؟ .. لا بل هذا الطريق السليم لاستعيد صوابي .
رجعت و قرر الله أن يهزني و فعلاً .. آتى أحد ساكني الغرف المجاورة و تحدثنا دون حرج في كل ما دار في خلدنا و انا كنت في منتهى السعادة .. روحي بدأت تتلقي اشارة البعث من جديد ، و صرت اليوم ارتاب حين اعلم اني في طريقي لمنزلي ، اصبح أفضل جزء في  عودتي هي الرحلة و وضعي لسماعات أذني و الجلوس وحيداً شريداً .. يااااه له من شعور . لكن دعني اخبرك بشئ .. أنا أريد و لا أرضى أن يُأخذ مني و لو حتى اهتمام .. عطف .. حب .... يا لي من شخص مشوه، جميل بديع ،عبقري، مغرور في تواضعه، صاحب فتتات من الافكار المشتتة ، متشاغل العقل عديم العاطفة، وله عاشق ، بغضه للناس بغيض ، ثرثار الروح صامت الجسد ، وقور لحد الهزل ، عابد في معاصيه و تبوته ، قلبه رخو تحاصره القسوة .. نعم هذا أنا .
تريد المزيد .. دع الناس تخبرك هل تعرف ما سيقولون .. سيقولون عاقل ، متعجرف ، خفيف الظل ، ماهر فيما يفعله أياً ما كان ، صموت ، يختلف من اجل الاعتراض ، متسلط ، لا يعنيه سوى نفسه ، يحب بشدة و لا يقبل بأدنى من مثالية أي قيمة ، مرتجل ، في حاله ، يبرز ما يريد ابرازه فقط .. نعم هذا أنا و لكن أنا في عيونهم .
مضى الكثير و لم اكتب لك .. لكني عائد بقوة و سأتفرغ لأخاطبك و أخطب فيك .


الرسالة الخامسة
لا أعرف معك مقدمات سخيفة ، لا اعتادها  في خطاباتي التي أرسلها لك و أعذرني على ما ستقرأه من تخبط في هذه الرسالة بالتحديد ... فقد مضى الكثير و قطعت شوطاً من حياتي ، أيام تمضي دون أن أحرز حسنة واحدة مشهودة و لا سيئة بيّنة للعامة . بعد ما رجعت للقاهرة التي لم تعد تقهرني بل أصبحت إلى حدٍ ليس بقليل تحتويني و أوشك أن أقول أن حديثي عنها سابقاً قد كان محض إفتراء و سوء ظن .. فأصبح الليل فيها أهدأ من ليل البحر و صار النيل أشد مرارة من موج البحر الشاهق . و كالعادة ، عدت لأفراد يحملون هم الدنيا و الآخرة .. حقيقة لم أعد أتحمل معاتبة أيهم لي و لا عناق أي منهم لي ... لست بحاجة لافتعال ، يقولون أنهم صادقون و أرى في عيونهم كذباً بيّناً.. أنني أرغب حقاً في قتل أحدهم لعل هذا الفعل سيشفي ما علق بشرايني من غل و غيظ و يفرج عن كتمان عاطفي يوشك على الانفجار ... تاهت الفتاة الجميلة و أصبحت بعيدة ، أصبحت أبكي لأني لا أبكي عليها ، هل فاتت فرصتي في تمسكي بمن استمسك بي لآخر رمق في روحه العزيزة ... لم تعد مبهرة ، مثل من سبقتها تنزوي كنسمة صيف حار ، كآخر نقطة ماء في اخدود يشق أرض بور ...  كالصبي المتجول في فناء المدرسة ، عدت استأنس بظلي .. بخيالي .. بكتبي .. بكتاباتي التي لم أعد أريد لأحد أن يتصفحها . غيوم الحزن و اشتباك أغصان ورق شجرة معضلات وهمية ، تظلل حياتي .. أسعد فقط بصوت أمي ، لم أكن أتصور حرصي على تواجدها في قصصي ، عيونها تكون الأولى .. فهي أبداً لم تنشغل عني و لن ... سيجمعنا فراق و نحن نتسامر في صمت ليل أسمع حشرجة عيون مبتلة لا تجف .. تريد أن تستوثق من مستقبلي فإذا ما سبقتني إلى روض السماء السابعة ضمنت لي مكان بجوارها ... و أب شاخ و دبلت أوراق زهرته الجامدة حتى تجلت بذور العاطفة الدفينة ... و أخ يخاف ، و يسعى لمن يجاوره حتى لو كان ظله ، يريد أن يحوز قاتل مأجور يقضي على رعبه من مستقبل محتوم و مصير لا فرار منه و لا خلاص . و كيان إنساني ، تتناحر بداخل مشاعر و قرارات ساذجة وجدانيا،ً عاقلة منطقية .. يعشق موسيقاه النائمة يسبح في أي فراغ ممتد ، يغوص في لحظات في بحر فكرة خطرت على باله .. حتى تلك اللحظة لا يحظى بها كاملة لأنه يوجد دوماً شخص يريدك ألا تطفو من جديد بعد وصولك للقاع ... أسهل ما في الأمر أن تكون واحد منهم و الأسهل أن تكون أولهم .. لكن من الصعب أن تكون متكفي بكونك منفرداً ... الجنة بدون ناس لا تُداس ، نعم لا تُداس و لكن هؤلاء الناس من هم ؟ أنهم أهل جنة ، أهل صفاء و ليس تشوش .. أهل صدق لا إدعاء .. أهل كرم لا تكرُم .. صديقي لا أعرف كيف أنهي خطابي هذا ، و وددت لو لا انتهي أبداً .. تصبح على خير ..


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire