jeudi 31 décembre 2015

حلم ..

حلم منتصف اليوم

حلم و يا له من حلم ، ما أطعم المذاق الذي ينزلق في حلق من يتضور جوعاً . سأحكي مباشرة و بدون مقدمات حتى لا تتطاير التفاصيل .. ما أحلاها تفاصيل !
في مكانٍ ما ، لا أدركه له ماهية . كنت في شارع اعتقد اني مررت به في الحقيقة مرات و مرات و لكن لم يبدو كما بدى يومها الاشجار تظلل رؤوسنا و تحمينا من شمس او قمر .. حقاً لا اتذكر .
فإذا بي أراها تسير من بعيد ، لقد مر الكثير و لم اراها .. هل تتخيل حجم الشوق في قلب عبد مثلي ؟ . عبد ينتظر من مولاته ان تنتبه له في وسط هذا الزحام المفرط من المارة تحت اغصان الشجر المتدلية .
ترتدي ثواب رياضي ، قالت لي قبل ذلك أنها تلبسه في البيت لأنه يريحها . و شعرها الناعم المنسدل ليغطي ظهرها المستقيم و اطالتها الفريدة التي لا تنم إلا أني على حافة جبل من السعادة أو على مشارف بئر شغف ستملؤه بكلماتها بعد قليل . لم تبتسم لي على غير العادة ، و لكن ما عساها تبتسم لي و هي غير مرحبة بوجودي .. تسآلت في نفسي " ماذا جاء بها لهنا و هي الآن أشد الناس كرهاً لي " . صمت و اتجهت نحو لقائها ، و لكن لا اذكر لنا كلام تحية لقاء و سلام وداع .
قالت لي أنها آتت و ليس بيدها شئ تقدمه .
_ لم اطلب منك شيئاً سوى مكوثك هنا .. تواجدك فقط يكفيني . كيف يسير الحال معك ؟
_ لست في افضل احوالي .. و لكن قد مررت بهذا الشارع و قررت لم لا اراك و اجعل تتحسر على ما ضيّعت من يدك .
_أني اتحسر في كل ثانية .. لكنك تبدين جميلة اليوم .
_ هذا ليس شأنك .
كانت في كبرياء النبلاء ، و انا في انبهار الاطفال  . في عزم قلت لها هيا بنا من هذا المكان ، فلم تمانع هي و انطلقنا و افسح لنا الناس كلها المجال لكي نسير . في النهاية وصلنا إلي حيث لا أدري ، على ضفة نيل و أمامنا زوارق في الماء الراكد . طوال هذا و هي تمتنع عن الكلام يا سيدي .. هل يوجد جحيم اشد من هذا ؟ تملك الجنة و لا يمكن ان تتطأها قدميك .
أخذت في التغزل فيها ، و هي لا تبالي و تفتعل عدم الاهتمام و عدم الاستماع .. فسألتها إذا اخبريني ماذا جاء بك إلي هنا ؟
قالت لي : فلان حدثني و اخبرني ان هذه حادثة عابرة لا يجب ان تأخذي على محمل الجد .. و إن أصابك منه ضيق او سأم حاولي مرة أخيرة .
نطقت اسم شاب ، لا اتذكره الآن ، لكن صدقوني لقد احببته جداً لأنه نجح فيما فشلت فيه . الجميع يتأملنا من بعيد و نحن نتحدث سوياً بهدوء ، و ملائكة الكون تحاصرنا برحمتها لتتعبد لسيدتها . عيونها ... و آه من عيناك ايتها الفتاة ، تلك العينين اللتين تطرح قلبي قتيلاً . بدأت تتبسم مرة فالأخرى . حتى اني سألتها : هل ما زلت تكرهيني ؟
_ لا .. ثم سكتت .
حينها كانت تقول في سرها ( اكرهك كيف ايها الغبي و انا القادمة إليك ) ..

 اخرجت الكاميرا من حقيبتها و التقطنا افضل صورة على ضفاف النيل بعد ان طلبت مني ان نجعل هذه اللحظة ذكرى حتى ما إذا بعدنا عدنا سريعاً .... و صحوت ( اسوء افاقة في الدنيا ) .. لم اكذب حين عشقت الاحلام يا حمزة 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire