lundi 27 avril 2015

مكالمة من مجهول ...!!!

مكالمة منتصف الليل !!!
بدأ الحدث بمكالمة أحدهم في منتصف الليل , رنين الهاتف أيقظني من نومٍ عميقٍ , سمعت الصوت فلم أتذكر من يحدثني و لكن لهجته جعلتني في لحظة أراه أمام عيناي لوهلة . ساور زوجي الشك , ما سر المكالمة التي تأتي في منتصف ليل سيدة حسناء متزوجة , لم ينزوي جمالها بعد ....إنه يعشقني أو هكذا يبدو و لكن سئمت " الروتين " ...سئمت كلماته الرقيقة حتى أني تمنيت أن يوبخني حتى و لمرة .
سمعت وَقع أقدامه و هي تَحْتَك بالأرضية الخشبية , حتى وضعت يد الهاتف لأنهي المكالمة , أحسست به يتقدم أكثر فأكثر و ما إذ التفتُ لأتخذ غرفة نومي مقصداً ....فإذ به يلقاني في منتصف الردهة التي ينبثق من جدرانها لوحة غاية في الاتفان تنم عن مهارة رسامها , لوحة تحمل في طياتها منظر بديع لبحر يركبه صائد على زورقه , فنظرت إليه فبادلني نظرتي بلكمة في غاية العنف , و لم يكتفي فقط بها بل أعد لي مفاجأة بجانبها , صفعة مشبعة بالرغبة في التلذذ بالعقاب و الغيظ .
كانت الابتسامة راسخة , مطبوعة على خِلقَته و حينها أمسك برأسي ليدق بها مسمار يحمل اللوحة , أخذ يدق و يدق حتى فتح باب عقلي و لطخت مياه البحر بالدماء المُراقة السائرة لتَعلق باللوحة و تطرق على أبواب المنظر الجميل , تطرق لتترك عقلي شارداً , و قد خيّب أمالي .
بعد أن انتهى فأرجع رأسي ليضمها بين صدره و شرع يقّبل جبيني الذي يحمل دماء ثائرة , و اصطحبني لدورة المياه و نزل بعقلي تحت الصنبور ليُلّطف من حِدة الجرح التي أحدثه في روحي . بعد أن آتى بالمنشفة و ناولني إيها , انطلق بجثتي نحو المطبخ و فتح أحد أدراجه و انهمر علىّ بالبُن حتى استغتث عقلي و نُبح صوته بحثاً عن من ينقذه من تلك الليلة التي لا يبدو لها نهاية .
لم أبالي أبداً , و كإنني فقدت حبلي الشوكي المصحوب بخلاياي العصبية , و لكني كنت صابرة صبراً لم يصبره أيوب نفسه , صبرت على هذا الكائن الغريب الذي راودني الشك في مدى إخلاصه لي .
و بعد عملية جراحية أجرها جراح فاشل في تلك الأمسية الدامية , وضعت يداي على كتفه حتى يساعدني على تخطي الموقف و نرجع لفراش نومنا الذي طالما كان شاهداً على أبهى أمسيات بين زوجين منذ بدء الخليقة . لم أستطع أن استلقي فأسندت ظهري لمقدمة سريري و هو كان يمارس دور المُعالج الطبيعي و تركني لأستنشق هواءً طيب الرِيح , حينها رائحة الدماء الذكية استحالت لرائحة عفِنة , كل شئ قُلِب إلى ضده في مجرد ثوان معدودة .
زوج مقتُ فيه الإعتياد و تكرار كلمات الحب الشغوفة المصحوبة بصفاء روحه , و في غضون لحظات تحول إلى جلاد لا يعرف في حياته سوى الجَلد أو الرمي بالرصاص أو الشنف بالحبل كعقوبة , كلها عقوبات تؤدي في نهاية المطاف إلى الموت !!!
بدأ التحقيق , و معها سمعنا صوت عقارب الساعة أبواب الواحدة صباحاً , و كان يتقمس دور ضابط المباحث و هو في منتهى الدقة و الابداع في طرحه للأسئلة حتى كدت أستوقفه فأصفق له و أهبه جائزة تقديرية ....و شرعت معه ..أنا و جلادي
س: من تظنين الذي يمكن أن يُحِدث سيدة متزوج في وقت متأخر من الليل ؟
ج:بالتأكيد , سيكون عشيقها يا حبيبى .
س:إجابة أولى مثالية .........جاء أول ( ألم ) على وجهي , و تابع .....هل لي أن استكمل تحقيقي أم تريدين من يطيّب لكِ جرحك ؟
ج:لا فلتتابع يا حياتي , ما زلنا في أول الطريق .
س:هل تظنين أن زوج تلك السيدة سيظل مغفل لوقتِ طويل ؟
ج:طبعاً , سيظل متغافل و ليس مغفلاً .
س:فلتضعين نفسِك مكاني , ما عساكِ فعله ؟
ج: ما فعلته أنتَ لتوك .
س:و العشق في القلوب , هل سيذوب في صفعات ألقاك بها ؟
ج:أنت من قلتها , العشق في القلوب , بل و في العقول أيضاً و لنكن أشمل فإن معان الإنسانية جميعها تكمن في أرواحنا و من رحمة بارئها أن الأرواح منطقة مقدسة محظورة لا مساس بها , و لا سبيل للوصول إليها .
س: في رأيٍك , لم هي محرمة السبيل ؟
ج:لأن خالقها يعلم طبيعتنا جيداً , فإذا مسسناها سنتحول حينها إلى ضباع بشرية , لا تعرف سوى كل معان الشر و إذا ما ظهرت أمامها فريسة الخير , سلت حسامها و انقضت عليها لتقضي عليها فتسود كل معان اللانسانية ...حربا أو قتل أو خيانة ...كلها تؤول لهلاكنا .
س:بالنسبة لمن حولك , كيف سينظرون لتلك السيدة الخائنة ؟
ج:سينظرون إليها , يا عزيزى , كما ينظرون لنظريتها العفيفة .
س:ذات النظرة , و لكن كيف ؟ .......كلمة " كيف" أصاحبها قبضة يد تمسك بلجام اللسان عبر جِلد فكيها و يشرتي ذات اللون الأصفر الباهت , و من ثَم فإنه آتى بزجاجة مياه و أرجع رأسي بيده اليسرى الممسكة بخصلات شعري البني المائل للإحمرار بسبب الجرح الذي أحدث ثغرة في مؤخرة تلك الرأس .
س:منذ متى و أنت فليسوفة يا عشقي ؟
ج:منذ قديم الأزل , و لكن كلماتك الرقيقة التي باتت رتيبة  أخذت في التحلل و فقدان لمعانيها و نضوب روحك هي من أنسيتك جمال الروح و ليس بهاء الكلمات المنمقة .
س:دائماً ما تكونين على صواب و لكن هل تعلمين ...و ما هي خطيتكِ في الدُنيا ؟
ج:لا أعرف لتخبرني أنتَ .
س:أنا خطيئتك و تلك الخطيئة لا تغتفر أبداً .
ج:حتى لو أنتِ خطيئتي , فإنني مازلت إنساناً , أنت إختياري و إن لم يُغفر لي فكفاني أن سبب عِقابي هو من إختياري .
نظر إليّ ,  و دموعه تذرف , فاستحالت الروح البغيضة لروح الرُسل و الأنبياء ...روح الرب الذي وهبنا إيهاها , روح الغفور لا ينتظر من يغفر له ...روح سجده من عبده يدعو في أسفل سافلين ليستجيب من في أعلى عاليين , يدعوه فيحدثه عما تحويه تلك الروح من ندوب عفى عليها الزمن و ما زالت مطبوعة .
هو : تصبحين على خير و حُب و جمال ...طابعاً قُبلة على مكان الجُرح ممسكاً برابطة الرأس التي تحاصر مخي .
أنا : هل تريد أن تعلم من كُنت أُحدث ؟
هو : من يمتلك تلك الروح , لن يخون أبداً

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire