vendredi 8 mai 2015

صولو

نغمة صولو
رأيتها من بعيد وسط زحام الفرقة كُلها , الألحان عذبة , أضاءت لي وسط المسرح و تلألأت كالنجم الساطع في صحراء ليس بها دليل و لا خليل , انظر لها و الدمع ينساب من الجفون متحسراَ على فقدانها ...ما زالت الألحان تعلق في ذاكرتي الممحوة منذ أول مرة رأيتك فيها . أنتي دائي و دوائي ...

أنتي كل نغمة يصدرها كمانك ...لست مثلهم فلقد تأملتك فرأيتك تعزفين لنفسك و عيناك أغلقتهما لتري ما بطن في عقلك ...أراكِ الآن مرتين , واحدة في خيالي فاقت الجمال جمالاً و الثانية فاقت حور العين تألقاَ و حُسناَ ...لقد مات الناس , هل ناموا أم بسحرك هاموا ؟ تركونا في عالمك بمفردنا و ذهبوا و قد حسُن ذهابُ ....حتى الموتى بعثوا قبل ميعاده , أنتي دائماَ الاستثناء الذي يُبني عليه القاعدة .

سُنن الله عديدة لكني أُكذب كل من يُعسًر حصرها لكنها محصورة في كل تفاصيلك , فبمجرد مشاهدة عيونك البنيتين أرى طين الأراض الخصبة التي نمت فيها أعّطرالزهور. أرشدك القائد بعصا فأبيتي و رغبتي عنه و سِرت بمفردك , كل الحضور أتبعك و أتخذناكِ رسولاَ , فُتنا بك فما أحلاكِ فِتنة .

راحت عصاك السحرية تطيح بعقولنا , من جم محاسنك التي لم تُحصى , فقدت  ألسنة الشعراء كل كلمات الفصحى . هل لي بديل سوى تأملك ...من عذوبة أوتارك تتجلى مفاتنك .

عبداّ مستعبداّ وُلدت في عالمك و أنت إلهاته , قُيدتُ بأغلال الافتتان و أُودِعت زنزانة عشقي . تملكين مفتاح , لتوصدي به القيود . فما ذنب الطائر , ينظر من خلف قضبان محبسه .....تمنى لو حتى باتت عيناكِ ملجأه .

تذكرتك اللقاء قبل أن ألقاك ...ألفتكِ دون أن أعرفك ...كفاني تبسمك و أنتي لا تنظري ...غفوتي فمات الجميع حزناَ على فقدانك , حين ماتوا أفقتي دون أن يدركوا لتسأسري بالدنيا و تجلس بجواري في حبسي تتأمل قمرك و سماكِ .

أنتفض الملأ و أنفضوا بعد تصفيق حار , كل فرقتك أنحنوا إحتراماَ إلا أنت , فكل خرّ ساجداَ أمامك . اعذريني فلم انحني , لكن روحي قد أديت الصلوات حباَ و تقرباَ لا فرضاَ و إدعاء . سبقت الروح الجسد لتلحق بآخر صف في مسرحك ليتمعنك , ليخاطبك , ليقتل الهيبة التي تُحيطك . رُحت فاحتضنت نغماتك و سلبت منك اللحن و جعلتك ترتجلين ...


ما أحلاه إرتجال ...ما أروعِك نغمة !!
من هنا بدأنا بارتجال اللقاء القديم لكي يتم تنفيذه .  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire